لم يكن منتخب ألبيروخا ضمن الخمسين الأوائل في التصنيف العالمي لمنتحبات الرجال FIFA/Coca Cola منذ يوليو/تموز 2023
عززت باراغواي هدفها المتمثل في العودة إلى كأس العالم لأول مرة منذ عام 2010
مدير الطوير باتحاد باراغواي" لكرة القدم: "الإنجازات المحققة تعكس مدى أهمية العمل الشامل الذي نضطلع به في مجال التطوير"
في مارس/آذار الماضي، خطت باراغواي خطوة عملاقة أخرى نحو تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم FIFA 2026™، حيث تعادلت 2-2 مع مضيفتها كولومبيا في تصفيات أمريكا الجنوبية، ثم تغلبت 1-0 على ضيفتها تشيلي.
وبذلك، تمكن منتخب ألبيروخا من احتلال أحد مراكز التأهل المباشر إلى الحدث العالمي المقرر العام القادم، مقترباً بذلك من تحقيق حلم العودة إلى الساحة المونديالية بعد غياب دام 16 سنة. كما نجحت باراغواي في تعزيز موقعها على جدول التصنيف العالمي FIFA/Coca Cola مرتقية بما لا يقل عن خمسة مراكز لتنقض على المرتبة 48، علماً أنها لم تكن ضمن الخمسين الأوائل منذ يوليو/تموز 2023.
ويُعزى هذا التقدم المذهل إلى سنوات من العمل الدؤوب، حيث أكد دوغلاس مارتينيز، مدير التطوير في اتحاد باراغواي لكرة القدم، أن "عودة باراغواي إلى الخمسين الأوائل في التصنيف العالمي أو إمكانية تأهلها إلى النسخة المقبلة من بطولة كأس العالم من الإنجازات الرياضية الهامة في البلاد، ونحن نقدر ذلك حق قدره، إذ كانت العودة إلى كأس العالم للكبار تُشكل دائماً أحد أهم أهدافنا، ونحن سعداء بالمساهمة من موقعنا في تحقيق هذه الغاية".
وأضاف: "كما تجدر الاشارة إلى أن كل إنجاز من الإنجازات المحققة يعكس مدى أهمية العمل الشامل الذي يضطلع به اتحاد باراغواي لكرة القدم في مجال التطوير، ذلك أننا لا نعتبر الإنجازات الرياضية نتائج عرضية تحدث بمحض الصدفة، بل هي انعكاس لتطور كرة القدم في باراغواي، كما أنها نتيجة مباشرة لتخطيط استراتيجي يشمل كرة القدم بجميع أشكالها وكافة فئاتها العمرية والجنسية".
¿يوضح مارتينيز أن الركائز الأساسية لاستراتيجية اتحاد باراغواي لكرة القدم تقوم على "الاستثمار في البنية التحتية وتأهيل اللاعبين واللاعبات منذ فئة البراعم، وإضفاء طابع الاحتراف على الجوانب الرياضية والإدارية. فبدعم من FIFA واتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، أطلقنا برامج تتيح تعزيز بنية رياضية ومؤسسية قوية، من شأنها جعل باراغواي نموذجاً مرجعياً في المنطقة".
ومن بين النجاحات الأخرى التي حققتها البلاد في الآونة الأخيرة، سلط مارتينيز الضوء على تأهل منتخب الشباب إلى كأس العالم تحت 20 سنة FIFA تشيلي 2025™ ومنتخب الناشئين إلى كأس العالم تحت 17 سنة FIFA قطر 2025™، علماً أن الأول لم يشارك في الحدث المونديالي منذ عام 2013، بينما يغيب الثاني عن الموعد العالمي منذ عام 2019. وقال مارتينيز في هذا الصدد: "من شأن مثل هذه الإنجازات أن تعزز منظومة كرة القدم في باراغواي قاطبة، فضلاً عن مساهمتها في الارتقاء بمستوى الكفاءة والاحترافية في كافة الفئات، وتوفير قوة دافعة لتحقيق نمو مستدام لكرة القدم الوطنية".
كما أكد أن FIFA لعب دوراً هاماً في تحقيق هذه الأهداف، حيث أوضح بالقول: "بفضل برامج مثل FIFA Forward وكرة القدم للمدارس (Football for Schools) ومخطط تطوير المواهب (TDS)، وجميع البرامج المعنية بتطوير كرة قدم السيدات، تمكنَّا من تطوير كرتنا الوطنية في شتى الجوانب والمناحي، وهذا لا يعود بالنفع على منتخب الكبار فحسب، بل إنه يفيد أيضاً فئة الشابات، وكرة قدم السيدات ككل، بل وتمتد فوائده لتشمل كرة قدم داخل الصالات وكرة القدم الشاطئية كذلك، علماً أن الدعم المُقدَّم من اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم عبر برنامج التطوير كان بالغ الأهمية أيضاً".
ويرى مارتينيز أن برنامج FIFA Forward يستحق فصلاً منفرداً من الثناء: "عندما بدأ هذا الفريق عمله قبل تسع سنوات، حيث اجتمعنا لوضع الخطوط العريضة لاستراتيجيتنا على المدى القصير والمتوسط والطويل، أدركنا أن الاستثمار في البنية التحتية كان لا بد أن يُوضع ضمن الأولويات. وبفضل FIFA Forward 1.0، أكملنا مركز الأداء العالي (CARDE)، كما أتممنا مركز الأداء العالي للإناث (CARFEM) بفضل FIFA Forward 2.0، ثم مركز الأداء العالي للفئات العمرية (CARDIF) بفضل FIFA Forward 3.0. فلولا هذه المشاريع لكان من الصعب جداً تحقيق كل هذا النمو ووضع كل هذه الأسس المستدامة للعبتنا".
وكان رئيس FIFA جياني إنفانتينو قد ثمَّن غالياً العمل الذي يضطلع به اتحاد باراغواي لكرة القدم، أثناء زيارته للبلاد بمناسبة افتتاح مركز الأداء العالي للفئات العمرية في أبريل/نيسان العام الماضي، حيث قال في معرض كلمة ألقاها أمام الحضور: "أود أن أتقدم بجزيل الشكر لجميع أفراد اتحاد باراغواي لكرة القدم، بقيادة الرئيس روبرت هاريسون، وذلك لما أظهرتموه من التزام بتطوير كرة القدم وأيضاً لمشاركتكم الإيجابية في برنامج FIFA Forward".
يُذكر أنه تم تعيين اتحاد باراغواي لكرة القدم لاستضافة الدورة 75 لكونغرس FIFA بتاريخ 15 مايو/أيار المقبل في العاصمة أسونسيون، حيث سيتزامن الحدث مع الذكرى المئوية لانضمام هذا الاتحاد إلى FIFA، كما سيشكل بداية مرحلة هامة لمنطقة أمريكا الجنوبية، التي ستستضيف كأس العالم للسيدات FIFA البرازيل 2027™ وثلاث مباريات في كأس العالم FIFA 2030™، في إطار الاحتفالية بالذكرى المئوية للبطولة، علماً أن إحدى تلك المباريات ستقام في باراغواي تحديداً.
وعلق مارتينيز قائلاً: "إننا نشعر بأن ذلك يمثل شكلاً آخر من أشكال التنويه بعملنا وتأكيد مهم على أننا نسير على الطريق الصحيح، وأن FIFA سيواصل دعم مبادراتنا الرامية إلى تطوير رياضتنا والنهوض بها".
وفي هذا السياق، رحَّب مارتينيز بالمشروع التربوي الذي أطلقه اتحاد باراغواي لكرة القدم في 7 أبريل/نيسان، والمتمثل في الافتتاح الرسمي للمركز التعليمي (CARDIF)، الذي تم تشييده بهدف تعزيز تأهيل لاعبين ولاعبات االفئات العمرية تأهيلاً أكاديمياً واجتماعياً وعاطفياً، علماً أن هذه المبادرة تبلورت أيضاً بفضل برامج FIFA التنموية الثلاثة: FIFA Forward وكرة القدم للمدارس ومخطط تطوير المواهب.
وختم مارتينيز بالقول: "يسعى اتحاد باراغواي لكرة القدم إلى تأهيل أشخاص، وليس مجرد لاعبين ولاعبات. وكما قال الرئيس روبرت هاريسون، فإن المركز التربوي هو أكثر بكثير من مجرد مشروع يتعلق بالبنية التحتية: بل إنه إعلان نوايا وتأكيد قوي عن المستوى الذي نريد أن تبلغه كرة القدم في باراغواي".