الخميس 07 أغسطس 2025, 13:45

FIFA واتحاد كرة القدم الكوبي يدشنان ملعب "لا بولار" بعد تجديده

  • تحوَّل ملعب "لا بولار" العريق في العاصمة هافانا إلى "رمز للفخر" بعد تجديده بفضل مليوني دولار قدّمها برنامج FIFA Forward

  • شملت التحديثات غرف تبديل الملابس والمكاتب وقسم مغطى لجلوس اللاعبين وأنظمة إضاءة وأنظمة هيدروليكية وتركيب نظام ألواح للطاقة الشمسية وهو ما يُعزز تحقيقه لمعايير الاستدامة

  • أطلق الاتحاد الكوبي لكرة القدم عضويته في برنامج Football for Schools في إطار شراكة واسعة النطاق مع FIFA للنهوض بكرة القدم في أرجاء البلاد

بحسب رئيس الاتحاد الكوبي لكرة القدم أوليه رودريغيز، فقد تحوَّل ملعب "لا بولار" العريق في العاصمة هافانا إلى "رمز للفخر، ومنبع للـأمل وجسر نحو المستقبل وحلم للطامحين بأن يصبحوا لاعبين عظام"، وذلك بعد تجديد مدرجاته وغرف تبديل الملابس والأنظمة الهيدرولوجية والكهربائية وغيرها من التحديثات على مَرافقه بفضل تمويل من برنامج FIFA Forward.

وكان رودريغيز حاضراً إلى جانب كوكبة من الشخصيات المرموقة خلال مراسم افتتاح الملعب في 29 يوليو/تموز 2025 في ختام عملية تجديد استغرقت فترة طويلة، وستساعد في إحداث تغيير جذري في المشهد الكروي الكوبي. يُذكر أنه تم تدشين الملعب في عشرينيات القرن الماضي، وحمل اسم مصنع للجعة قريب منه؛ وخلال العقد الماضي، استفاد الملعب العريق من تمويل غير مسبوق قدّمه FIFA، إذ تم استكمال المرحلة الأولى من أعمال التجديد عام 2017، والتي شملت مدّ أول أرضية عشب اصطناعي في كوبا. أما المرحلة الثانية، فانطوت على التحديثات التي تم الكشف عنها في احتفالية الشهر الماضي.

وبهذه المناسبة، قال رودريغيز: "يتمثَّل أحد أبرز أهداف مشروع التحديث بأن يتحوّل الملعب إلى عصب للنهوض بكرة القدم المحلية، إذ شكَّل مشروع FIFA Forward هذا نقطة تحوُّل بالنسبة لاتحادنا."

معلومٌ أن برنامج FIFA Forward 3.0 انطلق في يناير/كانون الثاني 2023، ويتمثّل هدفه في توفير دعم غير مسبوق يناسب الاحتياجات المختلفة للاتحادات الوطنية الأعضاء والاتحادات القارية، بالإضافة إلى دعم رؤية جياني إنفانتينو رئيس FIFA لتعزيز الفرص المتاحة ودعم المساواة والارتقاء بمستوى التنافسية في أنحاء العالم. وبموجب البرنامج، ستحصل الاتحادات الوطنية على مبلغ قدره 8 ملايين دولار أمريكي على مدى فترة ممتدة لأربع سنوات، شريطة التزامها بشروط البرنامج واستجابتها لأحكام الإشراف على استخدام التمويل. وقد تم تخصيص أكثر من مليوني دولار أمريكي من تمويل البرنامج لإجراء التحديثات التي خضع لها مؤخراً ملعب "لا بولار" غير البعيد عن القلب التاريخي للعاصمة هافانا.

ويشمل المُجمَّع الرياضي بحلّته الجديدة غرف تبديل ملابس ومَرافق استحمام ومكاتب تحتوي على نظام تكييف للهواء، بالإضافة إلى قسم مغطى لجلوس اللاعبين وفريق الاحتياط، وأنظمة إضاءة ونظام هيدروليكي، وسور، إلى جانب تحديث لمَرافق السيارات والحافلات ومداخل الملعب. كما تم تركيب نظام ألواح للطاقة الشمسية، وهو ما يُضيف مزايا مهمة للمشروع، ولا سيما فيما يتعلق بجانب الاستدامة والكفاءة التشغيلية، وتقليل تكاليف الطاقة، بالإضافة إلى توعية المجتمع المحلي بحماية البيئية.

وبهذه المناسبة، قال رئيس مكتب FIFA الإقليمي في بنما، خوسيه ألفونسو رودريغيز، أمام الحضور: "إنه يوم للاحتفال. لسنا في مجرَّد ملعب، بل في موقع يُمثِّل رمزاً للتاريخ والشغف والصمود."

وأضاف "تدرّبتْ أجيال متتالية من اللاعبين على هذا الملعب قبل نيل شرف ارتداء قميص المنتخب. ومن خلال إعادة افتتاح الملعب اليوم نكرِّم هذا الإرث، ونُشرِّع الباب أمام فصول (كروية) جديدة يكتبها اللاعبون الشبان. (ملعب) لا بولار ليس مجرّد إسمنت وعشب، بل ذاكرة تنبض بالحياة لكرة القدم الكوبية، ونتطلّع إلى أن تتم صيانته بنفس المستوى من الرعاية والتفاني."

أما مدير التطوير الإقليمي لدى FIFA في الأمريكتين، سيرخيو بالاسيوس، فقال من جانبه: "في متناول الاتحاد الكوبي لكرة القدم الآن منشأة كروية خضعت للتجديد، ومتاحة لمنتخبات البلاد - ولا سيما فئة الشباب - وكذلك على مستوى كرة القدم المحلية والجهوية. وسيسمح الملعب بتنظيم البطولات في هافانا علاوة على المنافسات الوطنية، وهو ما يُمثِّل أهم فوائد هذا الملعب، حيث أصبح ’لا بولار‘ اليوم من الأصول الرئيسية التي ترتكز عليها كرة القدم الكوبية."

تواجدتْ خلال هذه المراسم كوكبة من اللاعبين الشباب الذين ساهموا في إطلاق برنامج Football for Schools (F4S) في البلاد، والذي تم على هامش افتتاح الملعب. يُذكر أن برنامج F4S، يسعى - وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) - لتوظيف كرة القدم من أجل الترويج للتعليم واللياقة البدنية وصقل مهارات حياتية للتلاميذ حول العالم.

وأشار بالاسيوس إلى تواجد أكثر من 60 تلميذاً في الملعب، وإلى عزم الاتحاد الكوبي لكرة القدم على التعاون مع حكومة البلاد لتوسيع نطاق البرنامج إلى مناطق متنوعة من كوبا "تلعب كرة القدم دوراً مهماً في تعليم أطفالنا، وتُمثّل أداة رائعة للتنمية الاجتماعية حول العالم، وكوبا ليست استثناءًا في هذا المجال."

ويأتي تجديد ملعب "لا بولار"، وإطلاق برنامج "F4S" في البلاد، وتحديث ملعب أنتونيو ماسيو في مدينة سانتياغو دي كوبا على الساحل الجنوبي، بمثابة تغيير جوهري وملموس للمشهد الكروي في البلاد بفضل دعم برنامج FIFA Forward وجهود الاتحاد الوطني للعبة والسلطات المحلية. إلى ذلك، سيخضع ملعب بيدرو ماريرو في العاصمة هافانا والذي يتّسع حالياً لثلاثين ألف متفرّج، لعملية تجديد وتوسيع.

يتمثّل الهدف من كافة هذه المبادرات والمشاريع في تعزيز مستوى إتاحة اللعبة في أرجاء البلاد، والنهوض بحضور كوبا على الساحة الكروية العالمية. يُذكر أن المنتخب الأول للرجال سبق وبلغ الدور ربع النهائي في بطولة الكأس الذهبية القارية في نسختي 2013 و2015، ويحتلّ الآن المركز 166 على قائمة التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola. أما منتخب سيدات كوبا، فقد تأهل إلى كأس أمم أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي للسيدات للمرة الأولى عام 2018، ويشغل حالياً المركز 91 عالمياً.

وقال رئيس الاتحاد الكوبي لكرة القدم: "انتهاء عملية التجديد يعني أكثر بكثير من مجرّد امتلاك مدرجات أو أرضية عشب اصطناعي أو بنية تحتية جديدة، بل يُشكِّل استثماراً في المستقبل، واستثماراً في أفراد الجيل الشاب الذين يحلمون بأن يصبحوا لاعبي كرة قدم وأن يمارسوا هذه اللعبة."

وختم قائلاً: "تُمثِّل مشاريع FIFA Forward خطوة عظيمة للأمام نظراً لكونها تمنح البلاد فرصة لتطوير ما تقوم به من عمل، وتوفر للاتحادات الرياضية البنية التحتية، وهذه فرصة مميزة جداً بالنسبة لكوبا على وجه الخصوص، نظراً لتواجدنا في (ملعب) لا بولار، الذي كان المشروع الأول من نوعه في البلاد، واستكماله الآن يعني أن في متناول يدنا منشأة على أعلى مستوى ستنهض بكرة القدم الكوبية."