وقال سيمون توسيلي، الخبير الفني لكرة القدم للسيدات في FIFA: "رؤية أرقام قياسية في التأهل لكأس الاتحاد الآسيوي للسيدات يُعد إنجازاً رائعاً، كما أن وصول جميع المنتخبات السبعة في اتحاد جنوب آسيا لكرة القدم للتصفيات للمرة الأولى هو إنجاز مهم." وأضاف "النتائج التاريخية التي حقّقتها دول اتحاد جنوب آسيا لكرة القدم هي مثال رائع على ما يُمكن تحقيقه عندما تتعاون الاتحادات الأعضاء مع برامج FIFA. تحطيم الأرقام القياسية من قِبل عدد كبير من دول منطقة واحدة هو شهادة على مدى شغف المنطقة بكرة القدم ومدى تصميم الاتحادات الأعضاء على تنمية لعبة السيدات." وقال "بالنظر للمستقبل، حدّدنا برامج التطوير التي ترتبط بالأهداف الاستراتيجية للعديد من الاتحادات الأعضاء في اتحاد جنوب آسيا لكرة القدم، وسنعمل بشكل وثيق معهم لمواصلة تنمية كرة القدم للسيدات في المنطقة."

وبالنسبة لبنغلادش، هذا تأهلها الأول إلى كأس آسيا للسيدات على الإطلاق، والتي ستقام في أستراليا العام المقبل. وكان صعود فريق السيدات سريعاً: من عدم الفوز بأي مباراة في تصفيات كأس آسيا إلى مسيرة بلا هزيمة في عام 2025 لتأمين مقعدهن. ويشكّل هذا التقدم دليلاً على العمل الذي قام به اتحاد بنغلادش لكرة القدم (BFF) مؤخراً، ومشاركته في برامج FIFA. أطلق اتحاد بنغلادش لكرة القدم مؤخراً أول استراتيجية مخصصة لكرة القدم للسيدات بعنوان "تمكينها: 2024-2027"، مع توجه واضح وأهداف محددة وإجراءات مستهدفة لتحقيق أهدافهم. كما أوضح رئيس اتحاد بنغلادش لكرة القدم تابيث أوال، الذي فازت بلاده بآخر بطولتين للسيدات من بطولات اتحاد جنوب آسيا لكرة القدم، وهي البطولة التي استفادت من تمويل برنامج FIFA Forward التطويري: "لعب FIFA دوراً محورياً في تمكين منتخب بنغلادش للسيدات (نمرات البنغال) من الوصول إلى أول تأهل لهن على الإطلاق لكأس آسيا للسيدات في 2026 من خلال الدعم المالي المستدام والتطوير الهيكلي."

وختم "ساعد التركيز الذي يوليه FIFA لكرة القدم للسيدات أيضاً في خلق الوعي في بنغلادش، مما أدى إلى زيادة هائلة في القاعدة الجماهيرية. وبفضل هذا الدعم الضخم، كان من الطبيعي أن تشعر لاعبات منتخب السيدات بالتمكين وأن يكتسبن الثقة." كما أن للهند سجل مثالي أيضاً؛ حيث ربحت أول تأهل لها منذ 23 عاماً، وساعد ذلك في تخفيف مرارة عام 2022 عندما تأهلت تلقائياً كمضيفة لكنها اضطرت إلى الانسحاب بعد أن ثبت إصابة 12 من لاعباتها بفيروس كوفيد-19. وقد كان الاتحاد الهندي لكرة القدم (AIFF) أحد أفضل الأمثلة على ما يُمكن تحقيقه عند التعاون مع برامج FIFA. فقد بدأ الدوري الهندي للسيدات (IWL) بـ25 نادياً و281 لاعبة فقط عندما تم إطلاقه عام 2016 بمساعدة دورة التمويل الأولية من برنامج FIFA Forward، لكنه نما بالفعل إلى 104 نادياً وأكثر من 1200 لاعبة بحلول موسمه الثالث، ويستمر في الازدهار.

كما أنه بعد إطلاق "رؤية 47"، التي تهدف إلى أن تصبح الهند من بين الدول الأربع الكبرى في آسيا بحلول عام 2047، شهدت دورتها الأولى الممتدة لثلاث سنوات (2023-2026) نمواً مثيراً للإعجاب لكرة القدم للسيدات بفضل التركيز على كلٍ من المستويين الشعبوي والدوري الوطني. وشملت الأنشطة الشعبوية التركيز على سلسلة من المهرجانات التي أقيمت في جميع أنحاء الهند، بهدف زيادة المشاركة وجذب لاعبات جدد إلى دوري كرة القدم. وعلى المستوى الوطني، بالإضافة إلى توسع وتمدد نطاق الدوري الهندي للسيدات، عقد الاتحاد الهندي لكرة القدم ورش عمل لمدربي الدرجة الأولى. وقال رئيس الاتحاد الهندي لكرة القدم كاليان تشوبي: "يُعرب اتحاد عموم الهند لكرة القدم عن خالص امتنانه وتقديره لـFIFA على دعمه المتواصل من خلال برنامج FIFA Forward على مدار الدورتين الماضيتين. كان هذا الدعم محورياً في تطوير دوريات السيدات، ببرنامج تطوير كرة القدم للسيدات التابع FIFA بما في ذلك بناء قدرات للمسؤولين ومِنح تعليم المدربين واستراتيجية كرة القدم للسيدات والحملات الترويجية." وأضاف "نفخر بمشاركة خبر تأهل منتخبنا الوطني للسيدات مؤخراً إلى كأس آسيا للسيدات بعد غياب استمر 23 عاماً، وهو إنجاز مهم لكرة القدم الهندية. ونحن نعتبر دعم FIFA أحد أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز." كما أشار إلى أن استضافة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة FIFA في 2022 أدى إلى زيادة بنسبة 232% في عدد الفتيات المسجلات اللواتي يلعبن كرة القدم، وأوضح: "استقطبت البطولة بعضاً من ألمع المواهب الشابة في العالم إلى الأراضي الهندية، مما ألهم جيلاً جديداً من الفتيات وعزّز ظهور المواهب لدينا، الأمر الذي يصب في مصلحة المنتخب الوطني الآن."

وكاد اتحاد جنوب آسيا لكرة القدم أن يضمن تأهل منتخب ثالث، لكن نيبال خسرت أمام أوزبكستان بركلات الترجيح بعد أن تصدّر كلا المنتخبين مجموعته من حيث النقاط وفارق الأهداف والأهداف المسجلة. وقد كانت النيبالية سابيترا بهانداري هدافة التصفيات برصيد تسعة أهداف. ورغم فشل الفِرق الأربعة الأخرى في التأهل، إلا أن التصفيات كانت بمثابة علامة فارقة بالنسبة لبوتان وباكستان وسريلانكا؛ حيث شاركت تلك المنتخبات في التصفيات للمرة الأولى. ويُمثّل دخول هذه الاتحادات الأعضاء الثلاث تقدماً حقيقياً في ظل استمرار نمو برامج كرة القدم للسيدات في هذه البلدان. تنطلق كأس آسيا للسيدات 2026 في أستراليا، يوم الأول من مارس/آذار 2026. وستتأهل المنتخبات الستة الأولى مباشرةً إلى كأس العالم للسيدات 2027 FIFA، بينما سيحصل فريقان آخران على مكان في المباريات الإقصائية بين الاتحادات القارية. وقد أوقعت القرعة بنغلادش في المجموعة الثانية مع كوريا الشمالية والصين وأوزبكستان. كما ستلعب الهند في المجموعة الثالثة ضد اليابان وفيتنام وتايبيه الصينية.